كلما
تحسن فهمك للأطفال ، زادت قدرتك على ابتكار أنشطة التعلم ـ والتعليم التي
تناسب أطفال مرحلة ما قبل المدرسة ، ولابد من توفير الأنشطة التي تدعم
التطوّر في المظاهر النمائية جميعها : الأخلاقية ،والعقلية والجسمية
والاجتماعية والانفعالية واللغوية،والجمالية . فمرحلة ما قبل المدرسة مرحلة
دقيقة ومتكاملة لمظاهر النمو جميعها، إذ يستحيل معها تقديم خبرة تعليمية
بالاعتماد على مظهر ما دون ربطه بمظاهر النمو الأخرى وتناغمه معها، ولنتذكر
أنه يجب أن تتناسب الأنشطة مع المستوى النمائي وقدرات وأنماط تعلّم
الأطفال في هذه المرحلة. فكل طفل لديه نمط التعليم الخاص به فضلاً عما يلي :
* الأطفال يتعلمون أفضل من خلال العمل
ولا
يمكنهم التعلم فقط من خلال الإنصات والتفسيرات ويحتاجون إلى خبرات مفيدة،
ولهذا السبب ، يوفر المعلمون كثيرا من عناصر التحكم Mainfulatives وهي
عبارة عن اللعب والخامات التي يمكن أن يديرها ويغيرها الأطفال بأنفسهم ومن
أمثلة هذه الأشياء الصلصال والعجين والرمل وبراعم النباتات والتي تساعد
الأطفال على تطوير مهارات حركية دقيقة أثناء تعلمهم للمفاهيم وتنمية
تفكيرهم وتطوير المفاهيم الرياضية والجمالية .
* يتعلم الأطفال أفضل عند استخدام حواسهم
تأسر الخبرات الحسية كالنظر واللمس والسمع والشم والتذوق ؛ انتباه الأطفال
وتحافظ على تركيزهم ويطور الأطفال المفاهيم حول خصائص العالم من خلال
استكشافها بحواسهم ، فالطفل يدرك عن طريق حواسه ظواهر وأموراً في البيئة
المحيطة به ، ويعتقد العديد من الباحثين والمختصين بأن تدريب حواس الطفل هي
من الوسائل التي تدعم خبرات تعلمه.
* يتعلم الأطفال من خلال التشجيع الإيجابي
حيث
يحصل الطفل الذي يعمل بجد من أجل إحداث التوازن لمبنى عال من المكعبات على
''تشجيع إيجابي '' فوري لتعلمه مبادئ الوزن والجاذبية ، ويؤثر التشجيع
الإيجابي على مهارة الإنجاز عند الأطفال والتي تنعكس على رفع مفهوم الذات
لديهم ، فيشعرون بسعادة عندما يتعلمون شيئا جديدا . ويشجع المرح والفخر
ومشاعر النجاح التي تأتي من خلال الإنجازات الجديدة الأطفال حيث تجعلهم
يرغبون في مواصلة التعلم مما يؤثر في تغيير التوجهات المسلكية عند الأطفال
نحو التعلم فتصبح خبرة التعلم خبرة سارة ومحببة للطفل وقد يكون هذا المبدأ
من أهم المبادئ للتعلم عند الطفل ،فالطفل اذا لم تثر خبرة التعلم حب
الاستطلاع لديه ولم تحفز اهتمامه ولم يحبها فان دافعيته للتعلم سوف تتدنى
ويرجع علم نفس نماء الطفل تدني الدافعية الداخلية للأطفال في المراحل
النمائية اللاحقة إلى عدم مرور الطفل بخبرات تعليمية ثرية كافية لتطور
مهارة حب الاستطلاع والاكتشاف عنده مما يؤثر تأثير سلبياً على دافعيته
للتعلم.
* يتعلم الطفل ويجرب سلوكيات جديدة من خلال المحاكاة وتقليد الأدوار
فالأشخاص
المهمون في حياة الأطفال عندما يقدمون لهم كلمات وأفعالا فانهم يتعلمونها
وليس غريباً أن يرى الآباء ومقدمو الرعاية والمعلمون أن الأطفال يقلدون
سلوكهم .
* يتعلم الأطفال بالتفاعل مع البيئة
-
تعد البيئة الثرية بالمحفزات والمشجعة على التعلم من البيئات التي تدعم
تعلم الخبرات التي تقدم للطفل فتفاعل الطفل المستمر مع مثل هذه البيئات
يعمل على تطور الأبنية المعرفية عنده.
* يتعلم الطفل بالتجريب
والذي
يعد شغل الطفل الشاغل في محاولة منه لاكتشاف ما يحيط به وفي أثناء تفحص
الطفل للاشياء وتجريبه فانه يتمكن من تعلم الخبرات التعليمية وهو يختبر كيف
يربط السبب بالنتيجة فضلاً عن ربط المفاهيم بعضها ببعض وهي الممارسة
العملية النشطة التي تقود الطفل إلى النتائج والاكتشاف فضلاً عن أنها حاجة
أساسية في تعلمه وفي نموه من جميع الجوانب ويتعلم الأطفال عادة من خلال
المحاولة والخطأ ، فيستكشف الأطفال ويجربون بنشاط تماماً كما لو كانوا
علماء صغارا عند التفاعل مع بيئتهم . وهم يتعلمون ما الذي يصلح أو لا يصلح
ويتعلم الطفل من خلال حركته فَضلاً عن تعلمه وهو يعبر عن نفسه بطرق مختلفة
باللغة ، أو بالرسم ، أو بالبناء والهدم ، بالتصميم ،والتشكيل ، بالقص
واللصق ،والتخيل ، بالتمثيل والتقليد.
* يتعلم الطفل بالتساؤل
-
ان الطفل بطبيعته فضولي للتعلم ولمعرفة كل ما يحيط به عن طريق التساؤل
الذي يصبح ملازماً للطفل في حياته وتعد مهارة طرح الأسئلة من المهارات
الأساسية في تنمية التفكير .
* يتعلم الطفل باللعب
يعتبر
الأطفال الصغار التعليم لعباً اذ لا يمكنهم الفصل بين الحياة والتعليم حيث
تكون الكثير من التجارب جديدة بالنسبة لهم ، وبالتالي فإن التعليم عملية
مستمرة . ويتفق اخصائيو رعاية الطفولة المبكرة على أن اللعب له دور كبير في
التعليم حيث تشكل تفاعلات اللعب مع الأقران والكبار والخامات في البيئة
حصيلة معرفة الطفل حول العالم وينمو الأطفال من خلال الأنشطة التي تشمل
اللعب في جميع مجالات النمو .
و يعد اللعب حاجة أساسية للطفل والذي عن طريقه يمكننا تقديم الخبرات
التعليمية له ونحن نكاد نكون متأكدين أن الطفل سيتمكن من إنجازها بل وفهمها
وربطها بما لديه من أبنية معرفية سابقة بل وتطوير أبنية معرفية جديدة،
وبذا يعد اللعب وسيطاً تعليمياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل
بأبعادها المختلفة ويحقق في الوقت نفسه المتعة والتسلية فضلاً عن توسيع
آفاقه المعرفية والاجتماعية والانفعالية و تعتمد قدرة الطفل على التعلّم
خلال مرحلة المدرسة على الكفاءة التي يطوّرها هذا الطفل في النواحي العقلية
والاجتماعية والعاطفية في مرحلة ما قبل المدرسة.
مِنٌتُدُى دُنٌيّآ آحً ـلَى عَ ـآلَمِ لَبّـنٌآتُ آلَعَ ـربّـ
dounia admin 
الرئيسية
السبت أغسطس 29 2015, 18:22 من طرف 
